*ضياء*
عضوة مميزة
عدد المشاركات : 321 تاريخ التسجيل : 27/03/2009 نقاط التقييم : 1 عدد نقاط : 29343 عرفت منتدانا من : المزاج : اميرتك المفصلة : فتاة الانمي : mms :
| موضوع: شوارع لندن ... تاريخ وحكايات وأسرار الإثنين 6 أبريل 2009 - 12:49 | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
تحكي الشوارع والمدن وتروي تاريخ الشعوب، لأنها تعكس حركة البشر وترصد خطواتهم وعاداتهم، وشوارع لندن لها طابعها الخاص المليء بالحكايات وربما، أيضا، بالأسرار، ذلك ان لكل شارع حكاية ومذاق يختلف عن الشارع الآخر. على الرغم من أن ظاهرة الـ "برانشايز" أو فروع المحال المستنسخة غزت العالم بأسره، وتحديدا مدنه الكبرى، ومن ضمنها، بلا شك، العاصمة البريطانية إلا أن للندن طابعا خاصا جدا نجحت في الحفاظ عليه، والإبقاء على تميز شوارعها، فبعيدا عن المناطق التجارية المعروفة، مثل أكسفورد ستريت، ونايتسبريدج، هناك شوارع لا تتميز بالمتاجر ذات الماركات العالمية، أو فروع المطاعم والمقاهي التي أصبحت تتكرر في كل مكان، بل تشتهر بأنها شوارع تخصصات لا مثيل لها في العالم، فهذا شارع يتميز بالخياطين اليدويين، وآخر يتميز بكونه شارعا للأطباء، وهناك، أيضا، "آدجوار رود"، وهو الشارع الذي نجح في توحيد العرب، وأصبح انعكاسا للعالم العربي بأسره، قد لا تجد مثله في كثير من بلدان الشرق الأوسط. كارنبي ستريت: شارع الأناقة يتميز هذا الشارع بكونه مخصصا للمشاة، وهو يقع في منطقة " سوهو"، ويجاور شارعي أكسفورد وريجينت ستريت، ويضم كارنبي ستريت 168 متجر أزياء، وله خلفية تاريخية تسببت في تحوله الى معقل للأناقة وسط العاصمة البريطانية. وتعود هذه الخلفية التاريخية الى الستينات من القرن الماضي، حيث نمت شعبية هذا الشارع عندما تبناه عدد من أتباع أزياء الـ "مود"، وعدد من مصممي الأزياء المستقلين مثل: ماري كوانت، ولورد جون. ومع هذا الحراك،افتتحت كذلك مقاه ومرابع جمعت فنانين وموسيقيين من وزن فرقتي "ذا بيتيلز ورولينغ ستونز"، وسرعان ما تحول الشارع الى أحد أكثر الأماكن الشعبية في حقبة الستينات. إدجوار رود: شارع العرب إذا انتهيت من السير في شارع أكسفورد ستريت المشهور بمحاله التجارية، واستدرت يمينا عند محطة "ماربل آرش" المقابلة لحديقة "هايد بارك"، فمن المؤكد أنك سذهل عندما تلتفت حولك وتجد أن الكتابة على واجهات المحال تحولت جميعها الى العربية، ومن ثم قد تنتبه الى أن اللغة المحلية حولك تحولت الى العربية في الغالب، وذلك أمر نادر في لندن، ليس لأن اللغة الطاغية هي الانجليزية، بل لأنك في كل الأوقات وكل الأماكن محاط بجميع لغات العالم، حتى سينما "أوديون" الموجودة هناك تتميز عن غيرها من دور العرض بوجود أفلام عربية فيها. بعد ذلك لا بد أن حاسة الشم لديك ستبدأ بالتقاط رائحة دخان "المعسل" بنكهاته المختلفة، ولا عجب في ذلك، فأنت الآن وسط "ادجوار رود"، أو شارع العرب الشهير في العاصمة البريطانية. يتميز هذا الشارع تحديدا بكثافة المطاعم والمقاهي العربية الموجودة فيه، علما بأن المطاعم اللبنانية والمقاهي المغربية ذات شعبية في لندن بأسرها، لكن هناك في ادجوار رود، مثلا، فروع عدة لمطعم "مروش" اللبناني، ومحال بيع سندويتشات الشاورما العربية، وليست التركية الطاغية في أوروبا عموما، كذلك توجد محال لبيع الأفلام واسطوانات الأغاني العربية ومكتبات وأكشاك جرائد تبيع صحفا عربية. كما طغت عادات العرب على المحال البريطانية أو العالمية الموجود به، والتي سعت الى التأقلم مع سكان هذا الشارع، فتجد مثلا أن فروع مقاهي ستاربكس وكوستا تفتح حتى منتصف الليل تقريبا، وهي لا تفعل ذلك في مناطق أخرى من لندن، كذلك فالسينما تعرض أفلاما عربية كما ورد، والمطاعم جميعها تحرص على ابراز كلمة "حلال" على واجهاتها إشارة الى ان اللحم الذي تبيعه مذبوح على الطريقة الاسلامية. هارلي ستريت: شارع الطبابة منذ القرن التاسع عشر، يتميز هارلي ستريت بكونه مركزا لعدد كبير من العيادات الخاصة للأطباء والجراحين وأطباء الأسنان، لدرجة أن اسم الشارع أصبح مرادفا لمفهوم الطبابة الخاصة في بريطانيا "ذلك لأن النظام المعمول به حكومي، بمعنى ان الطبابة مجانية للشعب كافة باستثناء العيادات الخاصة". وحسب التقارير فقد نما عدد الأطباء والاختصاصين العاملين في هذا الشارع من 20 عام 1860، الى 60 عام 1900، الى نحو 200 بعد ذلك بـ 14 عاما، وصولا الى نحو 3000 عامل في مجال الطب حاليا هناك. فليت ستريت: شارع الصحافة قد لا ينتبه من يمر بفليت ستريت اليوم الذي يغص بمطاعم الوجبات السريعة والمقاهي حاليا، بأنه يعبر الشارع نفسه الذي كان يشاكس الحكومة البريطانية يوما ما، والذي كانت تخرج منه أهم القصص الاخبارية على مدى مئات الأعوام. هذا الشارع كان يحتضن كبريات الصحف البريطانية، مثل: الديلي تليغراف، والاكسبريس، والتايمز وحتى وكالات الأنباءالكبرى. وكانت مطاعم هذا الشارع وحاناته ملتقى للصحافيين والسياسيين، حيث كانت تبحث القضايا المهمة، أو كان يلتقي الاعلاميون هناك بعد ساعات العمل ليتحدثون، ويستعرضون انجازاتهم، ويتنافسون فيما بينهم،. لكن قبل عامين، دقت وكالة"رويترز" المسمار الأخير في نعش هذا الشارع عندما أعلنت الانتقال الى منطقة "كناري وارف" التجارية الجديدة شرق لندن من مقرها السابق الذي كان يحمل رقم 85 في شارع فليت على مدى 66 عاما. وكانت الضربة الكبرى التي تلقاها هذا الشارع جاءت في الثمانينات، حين أعلن روبرت مردوخ، قطب الاعلام العالمي، نقل مجموعة صحف "نيوز انترناشونال" التي تشمل التايمز، والصنداي تايمز، والصن الى مقر جديد وموحد في منطقة "وابينغ" شرق لندن التي كانت خالية في ذلك الوقت. بريك لاين: شارع الخياطة والجالية الآسيوية شرق لندن، وتحديدا بين منطقتي بيثنيل غرين ووايت شابيل، يقع شارع بريك لاين الذي عرف طويلا بأنه مقر الجالية البنغالية في لندن. وعلى الرغم من ان الشارع يتحول اليوم الى مكان مهم في عالم الموضة والسهر، وهو مشهور في جميع الاحوال باحتضانه أفضل المطاعم الآسيوية في لندن على الإطلاق، إلا أن ماضيه لم يكن كذلك مطلقا. فهذا الشارع كان يسمى أساسا "وايت شابيل لاين" لكن اسمه تغير الى "بريك لاين" لأنه كان مقرا لصناعة الطوب، و"بريك" بالانجليزية تعني "طوب" ، وكان هذا الشارع مكانا مفضلا للجاليات المهاجرة على سنين طويلة، بدءا من الخياطين الايرلنديين، مرورا باليهود الأشكيناز، ووصولا الى البنغاليين في القرن الماضي، الذين رسخوا الشارع كمقر لصناعة الخياطة والملابس. وتحول الشارع، بعد ذلك، الى مكان لتطوير الموجة الثانية،ما يعرف بـ"المائدة الأنجلوهندية"، ومع ارتباط الشارع تاريخيا بمهنة الخياطة لم يكن هناك مفر من تحوله الى مركز كذلك للمهتمين بعالم الأزياء، فتعرض غاليية كليات التصميم والفنون الجميلة أعمالها سنويا بالقرب من "بريك لاين". تشاينا تاون: الصين مصغرة بالقرب من منطقة "سوهو" وسط لندن، وبجوار منطقة "ليستر سكوير"، حيث دور السينما الكبرى، تقع "تشاينا تاون" وهي كما يوحي اسمها بالفعل، نموذج مصغر للصين، حيث تحوي مطاعم، ومخابز، ومحال سوبر ماركت صينية، بالاضافة الى متاجر بيع الهدايا والتذكارات. تتميز "تشاينا تاون" بالديكور والتصميمات الشرقية المبهرة، وهي تزين سنويا للاحتفال برأس السنة الصينية كذلك، ويزورها يوميا آلاف السياح لالتقاط الصور، أو شراءالهدايا، أو تناول وجبة طعام صينية طازجة. في هذا السياق، يذكر أن هذه المنطقة لم تكن دائما هي المعروفة بـ "تشاينا تاون"، فهذا لقب أطلق على أماكن عدة لتجمع الصينيين في لندن، قبل أن يرسو على هذا الحي المجاور لـ "سوهو" في السبعينات من القرن الماضي. | |
|